مما قالت العرب: "الغداءُ بالفناء"
المروءة.. آدابٌ نفسانيَّةٌ تحمل الإنسان على الوقوف عند محاسِن الأخلاق وجميل العادات، وهي كمال الرُّجولة. وقد قيل: "هي اجتناب الرجل ما يشينه"، أو كما عرّفها بعض السلف: " ألّا تعمل في السرِّ شيئًا تستحي منه في العلانية ". وقد تميزت وتفردت بها العرب بين الأمم منذ سالف الزمن، وكانت ولازالت من أبرز وأجلّ سمات الرجل العربي التي عُدت معيارًا يقيس مدى رجولته وشهامته، فبرزت جليّةً في الجاهلية؛ ودل على ذلك ما جادت به قرائح الشعراء في هذا السياق كعنترة حين أشار إلى أن إطلاق النظر من خوارم المروءة فقال: وأغضُّ طَرفيَ إن بدتْ ليَ جارتي حتى يواريَ جـارتي مـأواها وكذا نظَم عروة بن الورد بيتًا مشابهًا له: وإن جارتـي ألـوَتْ ريـاحٌ بِـبيتها تغافلتُ حتى يسترَ البيتَ جانبُهْ ونشيد إلى أنّ الإسلام جاء وعزز منها ووصى بالتحلي والتطبع بها؛ ففي أسمى معانيها يتجلى ل...