"بلادُ العُربِ أوطاني"
من منطلق قصيدة "أنا العربيُّ في بغدادَ لي نخلٌ ** وفي السودانِ شرياني"
أستحضرُ تاريخنا العربيُّ.. ربيعنا العربيّ، أرضنا، أمجادنا وحضارتنا التي إن أعيا الكُتبَ تأريخها فلم يُعيِ الطبيعة ذلك!
أن يُعيدني الزمن إلى ذاك الربيع فأستظلّ تحت شجرة الياسمينِ في درعا، أتغنّى بأبيات نزار في دمشقٍ وأعزفُ النّايَ في حلفا، أن أحضُنَ خيوط الشمسِ في بعلبك وأُغنّي الحُبّ في تونس، أجدّفُ في سواحل عدن وتحطُّ رِحالي في سبأ، أتلمّسُ الصخورَ في البتراءِ وأستنشقُ النسيم في الفراتِ، أقرأُ الشِّعر في الكوفة وأجوبُ الأسواق في البصرة.
أُبحرُ في ساحل عُمان وأسقي الزّهر في عمّان فأنزلُ في سقطرى ثم أُصلّي الفجر في المقدس! أقطفُ الزيتون في حيفا وأشاهد الدبكة في يافا، ثم أردد أبيات درويش.. وأنا أشتمُّ رائحة الخبزِ في عكّا.
أُسامرُ الليل في النيل وأحتسي القهوة في صنعاء مع التمر في الأحساء، أطوفُ في مكة وأسعى بين الصفا والمروى، فأعودُ محمّلةً تاريخًا ومجدًا، حضارةً وإرثًا -أستمع إلى قصيدة البارودي- ومسامعي ترقصُ طربًا!
أجَزتَ يا بارودي: "بلادُ العُربِ أوطاني"
تعليقات
إرسال تعليق